فضل حسن طبيب الغلابة بأسيوط في حوار صحفي خاص لجريدة النيل اليوم

 



أجرى الحوار: إسلام _خضر



لم يكن دكتور مشالي رحمه الله هو الوحيد الذى ضرب مثلا يحتذى به في خدمة الفقراء، وسط ارتفاع الأسعار تحولت مهنة الطب لمهنة تجارية بسبب جشع الكثير من الأطباء، ولكن لو بحثنا وتمعنا لوجدنا اطباء اختاروا الرحمة طريقا لهم، في محافظة أسيوط وتحديدا قرية الفيما مركز الفتح الدكتور فضل حسن ابن قرية قلندور بمركز ملوي بمحافظة المنيا 27 عاما في خدمة الفقراء اختار قرية الفيما وقرر ألا يزيد كشفه عن خمس جنيهات مراعاة لظروف أهل القرية. 


  • خمس جنيهات للكشف وبالمجان للفقراء


 1.منذ متى تعمل في هذه العيادة؟ 


 تخرجت من كلية الطب في بداية التسعينيات وجاء تعيين بمديرية الصحة في أسيوط وتسلمت عملي في وحدة صحية بقرية الفيما بمركز الفتح عام 1993 كطبيب باطنة وأطفال ثم افتتحت العيادة الخاصه بي سنه ٢٠٠٩ وكان بداية الكشف حينها اجرا رمزيًا لا يتعدي ال٤جنيه ثم ارتفع ليصبح 5 جنيهات بسبب الايجار وما يتم صرفه علي العيادة والممرضين وجميع العمال في العياده وبعض الأدوية، بعض الحالات لا يملكون سعر الأدوية فارسل معهم روشتة تحمل الختم الخاص بي ويتم صرفها من إحدى الصيدليات وفي نهاية الشهر أقوم بسداد ثمن تلك الأدوية لا أريد الأفصاح عن ماهو أكثر حتى لايضيع ثواب هذا العمل. 


2. ما السمات التى يجب أن يتحلى بها الطبيب؟ 


يجب ان يكون رحيما فالرحمة فوق العدل ومن لا يَرحم لا يُرحم وأنه يجب أن يطبق قسم الطبيب ويجب أن يطبق آداب وأخلاق المهنة وأن لا يجحف الناس وألا يتجبر عليهم في الكشف أو في العمليات الجراحية. 


  • مهنة الطب تحولت لمهنة تجارية 


3.ما رأيك في جشع بعض الأطباء؟ 


للأسف أصبحت تجارة فى المرض، وللأسف أصبحنا نعانى من جشع الأطباء والمستشفيات، كشف عيادة اليوم لا يقل عن 250 جنيه، وسئ الحظ من تستدعي حالته دخول المستشفى أو العناية المركزة، فهناك اطباء للأسف عندما يصلهم المريض فكأن فريسة وصلتهم ويحب ان يمتصوها امتصاصا وألا يبقوا معه بل يجعلوه يستدين في سبيل العلاج لأنه سلم نفسه لايدي من لا يرحمون من مثل هؤلاء الاطباء فيطلب منه فحوصات قد لا يكون لها علاقة بمرضه ويطلب منه صور ايضا لا علاقة لها ويستخدم اجهزة لدى هؤلاء الاطباء هو ليس بحاجتها و كل ذلك من اجل ان تزاد عليه الفاتورة الطبية غير واعين لاية قضايا انسانية اقسموا عليها قسماً طبياً يقولون فيه "اقسم بالله العظيم ان اؤدي اعمالي بالامانة والشرف وان احافظ على المهنة واحترم قوانينها وانظمتها ، ذات مرة ذهبت لمعمل مشهور بأسيوط وإذا بطبيب مشهور يدخل إلى المعمل ويذكرهم بأنه أرسل لهم 650 حالة الشهر الماضي مطالبا بنسبته من العائد المادي من تلك الحالات فاعطاه محاسب المعمل ظرفا يحمل قدرا من المال. 


4.كم عدد المرضي التي تعالجهم في اليوم؟


في حدود ١٢٠ تذكرة في اليوم هذا بالنسبه للعياده المركزيه في الوحده المحلية ويعد هذا بمثابه عمل تتطوعي اما بالنسبه للعياده الخاصه به فيقوم بالكشف ع عدد كبير من الاشخاص ولم يقم بذكر العدد


  • أهل الفيما هم وراء استمراري بالقرية 


5.ما هو سبب أختيارك لقرية الفيما بالتحديد؟ 


لأني أرى أن اهل الفيما هم الاكثر أحتياجا لهذا العمل التطوعي ولأن أهل الفيما لا ينكرون المعروف ويردون الجميل مما يدفعني لمضاعفة جهدي لخدمة الكرماء، عملي في مهنة الطب علمني الشعور بما داخل الناس هناك من يأتي ولا يكون معه ثمن الكشف ولكن الحياء وعزة النفس حاضرين معه فأقوم بالكشف على ابنه وارفض اخذ ثمن الكشف كهدية مني للطفل حتى لا يشعر بالحرج وأحفظ له حيائه لأنهم أهلي قضيت معهم 27 عاما لم اشعر بأنني يوما بعيدا عن أهلي وأنا سعيد أن يكون معي قوت يومي لم أكن احصل على إجازة ولم اقضي عيد واحد مع أسرتي 27 عاما وأنا في الفيما بمركز الفتح إذا ذهبت لقريتي في ملوي بالمنيا الناس لا تعرفني لان عمري كله قضيته في الفيما منذ أن عينت بالوحدة الصحية ولم أغادر هذه القرية وحبي لمهنة الطب لأنها مهنا إنسانية كان سببا بان اسخر نفسي لها وفضلت أن أكون خادما للناس، لم ادخل كلية الطب حتى لأتاجر بها ولكن كان هدفي خدمة الناس لوجه الله لو فكرت في المتاجرة بمهني لكن الآن لدي أبراج سكنية وتزوجت ولكن الهدف الأسمى لمهنة الطب هو خدمة الناس في مهنة إنسانية وليست تجارية. 


  • موت طفل بين أحضاني أثر في نفسيتي كثيرا 


6.ماهو اكثر المواقف التى أثرت في حياتك المهنية؟ 

 

من اكثر المواقف التي أحزنتني واثرت في نفسيتي عندما جاءت إلي أمرأة تحمل طفلها فوضعته امامي وكان الطفل يلفظ أنفاسه الأخيرة ويجب التدخل بسرعه لاكني عجزت عن إنقاذه وفارق الحياة كان هذا الطفل الوحيد لوالديه مما احزنه والدة حزنا شديدا وعلى اثره اصيبت بمرض وبعد فترة وجيزة انتصر عليها المرض وفارقت الحياة. 



  • أهل الخير يدعموننا بالكثير


7.هل تتلقى دعما من المؤسسات لمساندة خدماتك للفقراء؟ 


بعض من شركات الادوية كانت تمدني ببعض الادوية التي

يحتاجها المرضى وجميع الاجهزة التي تساعدني في مجال عملي متاحة تم توفيرها من قبل أهل الخير من ابناء القرية بجانب الوحدة المحلية بالقرية التي تمدنا ببعض الحقن و المحاليل.


وأضاف العمليات الجراحية الكبيرة يتم تحويلها إلي المراكز الجراحية في اسيوط، بعض الأطباء من اهل الخير في اسيوط يقومون بتخفيف مصاريف ثمن العملية الجراحية للاشخاص الذين يأتون من طرف الدكتور فضل. 


8. لماذا يغفل الإعلام عن أمثال الدكتور فضل في تقديم الخدمات للفقراء؟ 


قامت قناة صدى البلد وبعض القنوات الفضائية بتصوير عدة لقاءات صحفية معي ولكن بدون ان تمد لي يد المساعدة، وكذلك جريدة القاهرة 24 استمعوا لمطالبنا ولكن قابلوها بالتجاهل كعادة الإعلام المصري.  




أحدث أقدم